عزف سيمفونية المصير للتعاون الصيني الإفريقي

 2021-12-06 13:59

لطالما كانت الصين وإفريقيا  تعيشان في مجتمع ذي مستقبل مشترك وتتقاسمان فيه السراء والضراء. في قمة بيجينغ لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي عام 2018، اتفق القادة الصينيون والأفارقة على إقامة مجتمع مستقبل مشترك أوثق بين الصين والدول الإفريقية مما عزف "سيمفونية المصير" العظيمة.

ما هي الأسباب وراء العلاقات الصينية الإفريقية المتميزة؟ وما هي أسباب عمق الصداقة الصينية الإفريقية؟ السبب الجوهري هو أن الجانبين خلقا روح الصداقة والتعاون بين الصين والدول الإفريقية التي تزداد متانة على مر الزمان، ألا وهي "الإخلاص والصداقة والتعامل مع بعضها البعض على قدم المساواة، والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك والتنمية المشتركة، والوقوف إلى جانب الحق والدفاع عن العدالة، ومواكبة العصر والانفتاح والشمولية".

إنّه هو الملخص الذي أدلى به الرئيسُ شي جينبينغ في الكلمة الرئيسية لجلسة الافتتاح للاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي الذي عقد قبل الأيام. إذا كان هذا المقطع يعزف الموضوع الرئيسي لـ"سيمفونية المصير" هذه، فإن مفهوم "الشفافية، والعملية، والحميمية، والصدق" الذي طالما تمسّك به التعاونُ الصيني الإفريقي قصيدة ملونة.


إمدادات مكافحة الوباء ولقاحات كورونا المستجد التي قدمتها الصين إلى إفريقيا


يقوم التعاون الودي بين الصين وإفريقيا على أساس المعاملات المخلصة لكل من طرفين. فإنّ احترام حقوق ورغبة الدول والشعوب الإفريقية في الاستقلال والتمسُّك بزمام المبادرة، وتعزيز تنميتها، ومعاملة الدول الإفريقية كشركاء وأصدقاء على قدم المساواة، وتحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك والتنمية المشتركة من خلال التعاون. بل كانت هذه هي الغاية الأصلية التي فتحت الصينُ العلاقات الصينية الإفريقية من مصر قبل 65 عامًا. لقد مضت 65 عامًا، وكما أنّ الصين لم تغير غايتها الأصلية أبدا، ولا تتدخل أبدا في جهود الدول الإفريقية في استكشاف طرق التنمية التي تناسب ظروفها الوطنية، ولا تتدخل في الشؤون الداخلية لإفريقيا، ولا تفرض إرادتها على الآخرين، ولا ترفق أي شروط سياسية في مساعداتها لإفريقيا، ولا تسعى إلى تحقيق المصالح السياسية الخاصة في استثماراتها في إفريقيا. قبل 50 عامًا، قامت الجزائر، بصفتها دولةً مقدِّمةً مشتركةً لـ"مشروع القرار المشترك الذي تقدمت به الجزائر وألبانيا والدول الأخرى"، مع العديد من الدول الإفريقية "بحمل الصين الجديدة إلى الأمم المتحدة". حتى يومنا هذا، لا يزال ممثلو العديد من الدول الإفريقية ناشطين في مختلف المناسبات الدولية، وهم يدافعون عن العدالة بصراحة، ولا يخشون من القوة، ويتمسّكون بالحق  في القضايا المتعلقة بمصالح الصين الجوهرية وهمومها الكبرى.


قاعدة الإنتاج لـ CITIC Dicastal في المغرب تنتج أول صرة 

العجلة الألمنيومية ذات العلامة التجارية الصينية


إنّ التعاون الودي بين الصين وإفريقيا هو العمل الحقيقي بدون كلل. كاد يمتد "الحزام والطريق" إلى جميع الدول الإفريقيية، حيث تم تحقيق تقدمات لعدد كبير من مشاريع عالية الجودة مثل الطرق السريعة بين الشرق والغرب والشمال والجنوب في الجزائر، ومدينة محمد السادس للعلوم والتكنولوجيا في المغرب، ومنطقة السويس الاقتصادية و التجارية في مصر وما إلى ذلك، مما عاد بالفوائد على السكان المحليين. من عام 2000 إلى عام 2020، قد ساعدت الصين إفريقيا على بناء أكثر من 13000 كيلومتر من الطرق والسكك الحديدية، وإنشاء أكثر من 80 منشأة طاقة كهربائية كبيرة الحجم، وبناء أكثر من 130 منشأة طبية ... بعد اندلاع وباء كورونا المستجد، قدمت الصين 120 دفعة من المساعدات المادية، و17 فريقًا من الخبراء الطبيين و200 مليون جرعة من اللقاحات التي تحمل المشاعر الحقيقية للصين تجاه إفريقيا. بالتالي هذه المرة أعلن الرئيس شي جينبينغ أنّ الصين ستنفذ "البرامج التسعة" مع الدول الإفريقية بشكل مشترك، ووعد بتزويد إفريقيا بمليار جرعة إضافية من لقاحات كورونا المستجد.


وصلتْ الدفعة الأولى من المواد التعليمية كالمساعدات من الصين إلى جنوب السودان


إنّ التعاون الودي بين الصين وإفريقيا هو التواصل الوثيق بين قلوب الشعوب. يتمتع الشعبان الصين والإفريقي بالعلاقة الحميمة مع الإحساس الطبيعي، ولقد تم إنشاء النمط الجديد من التبادلات الثقافية الشاملة الجهات والمتعددة المستويات والواسعة النطاق بين الصين وأفريقيا. في مصر التي تعد أقدم دولة في إفريقيا، حيث عملت الصين ومصر سويا على دفع المشروع الأثري المشترك لمعبد منجتو في الأقصر لكي البحث عن أجزاء من الحضارة القديمة المفقودة. بالتالي في جنوب السودان التي تكون الدولة الأحدث في إفريقيا، نفذت الصين أول مشروع شامل للمساعدات التعليمية الخارجية، حيث وُضِعتْ الكتبُ المدرسية المنشورة من الصين على المكاتب المدرسية لأطفال جنوب السودان. وكانت الجزائر هي أول دولة إفريقية وصل إليها فريق المساعدات الطبية الصيني. في السنوات الستين الماضية، من الصعب التحقق من عدد الأطفال الحديثي الولادة الذين ولدهم الأطباءُ الصينيون في أكبر دولة إفريقية من حيث المساحة. لكن ما يمكن العثور عليه هو أن هناك أكثر من 10000 جزائري يُدعون باسم "سينوفا" الذي يعني "الصين". لذلك إنهم كـ"أقوى شهادة" على التواصل بين قلوب شعبي الصين وإفريقيا.

إنّ التعاون الودي بين الصين وإفريقيا هو يهدف إلى تحقيق السلام وتعزيز الاستقرار. لطالما تمسَّكت الصين بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية ودعمت "الأفارقة في حل المشاكل الإفريقية بطريقة إفريقية". كما أنّ الصين تحرص على متابعة القضايا التي تشغل بال الأصدقاء الأفارقة وتشارِك بنشاط في الوساطة في القضايا الساخنة في كل من ليبيا والسودان وجنوب السودان وغيرها، ودائما ما تتمسّك الصينُ بموقف موضوعي وعادل، وتحث على التصالح والتفاوض بين الأطراف المختلفة، وتقنع الدول بموقف عادل، ولا تتحيز إلى أي طرف، ولا تسعى وراء المصلحة الجيوسياسية الخاصة، ممَّا لعبتْ دورًا فريدًا وبنَّاءً في تعزيز السلام والأمن في إفريقيا، لذلك أشاد بها الأصدقاءُ الأفارقة على النطاق الواسع. وكذلك تفي الصين بمسؤولياتها كدولة كبيرة وتدعم بنشاط عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في إفريقيا، وهي الآن ثاني أكبر مساهمة بالأنصبة المقررة لميزانية عمليات حفظ السلام في العالم وهي أيضا الدولة التي ترسل أكبر عدد من أفراد حفظ السلام إلى إفريقيا من بين الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابعة للأمم المتحدة .

 دائما ما يظهر"نعيق الضفادع وزقزقة السيكادا" عندما نعزف "سيمفونية المصير" في كل مرة. بمناسبة انعقاد الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي هذه المرة، قام بعض الساسة الغربيين مرة أخرى  انطلاقا من غيورهم بتأجيج ما يسمى بنظرية "فخ الديون الإفريقية" و"نظرية تراجع التعاون الصيني الإفريقي"، و"نظرية التنافس بين القوة العظمى في إفريقيا" و"الاستعمارية الجديدة". إنّ هذه الحجج تُخالِف الحقائق ولا تحظى بتأييد شعبي. وكذلك من الأهمّ أنَّ "سمفونية المصير" للتعاون بين الصين وإفريقيا يعزفها 2.7 مليار شخص من كلا الطرفين الصيني والإفريقي الذين يشكلون أكثر من ثلث سكان العالم، فلا يمكن أن تشوشها الضوضاء والضجيج بأي شكل من الأشكال. لذلك يسير الشعب الصيني والإفريقي في طريق واحد يدا بيد مع التطلع المشترك إلى حياة أفضل، وهو الموضوع الرئيسي للتقدم التاريخي وأقوى صوت للتنمية العصرية!

Appendix:

جميع الحقوق محفوظة لدي منتدي التعاون الصينى العربي

الاتصال بنا العنوان : رقم 2 الشارع الجنوبي , تشاو يانغ من , حي تشاو يانغ , مدينة بجين رقم البريد : 100701 رقم التليفون : 65964265-10-86