أيها عام 2021، يرجى تذكُّر لحظاتنا الرائعة

 2021-12-27 10:07

إنّ عام 2021 سينتهي خلال أقل من 10 أيام. في هذا العام، تتآزر وتتضامن الصين والدول العربية في مواجهة التغيرات غير المسبوقة منذ مائة سنة وجائحة القرن، حيث تكتب صفحةً جديدةً في إقامة مجتمع المستقبل المشترك الصيني العربي، وتُقدِّم للعالم قوةَ دافئةَ للتغلب على الصعوبات بروح الفريق الواحد. إن تلك اللحظات الرائعة التي تعكس الصداقة بين الصين والدول العربية تشكِّل أفضل صورة للعلاقات الصينية العربية في عام 2021.


اللحظة الرائعة الأولى

"تثمين الجهود التي تبذلها الدبلوماسية الصينية لدعم القضايا العربية لإيجاد حلول سلمية للأزمات القائمة في المنطقة" - قرار اجتماع مجلس وزراء الخارجية لجامعة الدول العربية في عام 2021

في يوليو 2021، التقى مستشار الدولة وزير الخارجية وانغ يي مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في مصر.

في عام 2021، أجرى الرئيس شي جينبينغ مكالمات هاتفية وتبادل رسائل مع العديد من زعماء الدول العربية، مما حدد الاتجاه لتطوير العلاقات الصينية العربية. وزار مستشار الدولة وزير الخارجية وانغ يي دول منطقة الشرق الأوسط لثلاث مرات، وطرح "المبادرة ذات النقاط الخمس بشأن إحلال الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط"، و"المبادرة ذات النقاط الأربع لحل المسألة السورية"، و"الأفكار ذات النقاط الثلاث لتنفيذ حل الدولتين". اندلع الصراع بين فلسطين وإسرائيل في مايو من العام الجاري، حيث دفعت الصين مجلسَ الأمن الدولي إلى مناقشة القضية الفلسطينية لخمس مرات حتى إصدار بيان صحفي رئاسي في هذا الصدد. وفي يوليو من العام الجاري، استضافت الصين بنجاح ندوة الشخصيات الفلسطينية والإسرائيلية المحبة للسلام، والتي أدَّتْ دورًا بنَّاءً في تعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. إنّ الدول العربية تقدِّرجهودَ الصين تقديرًا إيجابيًا، ومن المرة الأولى أن يشمل قرار اجتماع وزراء الخارجية لجامعة الدول العربية مضمونًا ذا صلة في العام الجاري، وهو "تثمين الجهود التي تبذلها الدبلوماسية الصينية لدعم القضايا العربية لإيجاد حلول سلمية للأزمات القائمة في المنطقة"، الأمر الذي يدل على أنّ "الحكمة الصينية" و"الحلول الصينية " تحظى باهتمام وتأكيد عدد متزايد من الأصدقاء العرب.


اللحظة الرائعة الثانية

"هذا يرمز إلى خطوة مهمة للدول النامية في العمل المشترك على تعزيز الحوكمة الرقمية العالمية" - "صوت السلام" لـ"صحيفة الشعب اليومية"

في مارس 2021، أصدرت وزارة الخارجية الصينية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية إصدارًا مشتركًا "مبادرة التعاون بين الصين والدول العربية في مجال أمن البيانات".

في وجه أمن البيانات كتحدي مشترك يواجه دول العالم، تتصدى الصين والدول العربية لهذا التحدي بشكل مباشر وتجرؤ على كون الأول في العالم. في مارس من العام الجاري، أصدرت وزارة الخارجية الصينية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية إصدارًا مشتركًا "مبادرة التعاون بين الصين والدول العربية في مجال أمن البيانات"، داعية جميع الدول إلى التمسك بإيلاء نفس الاهتمام  للتنمية والأمن، وتبني مقاربة متوازنة للتعامل مع العلاقات بين التقدم التكنولوجي والتنمية الاقتصادية وحماية الأمن الوطني والمصالح العامة الاجتماعية، والحفاظ على بيئة الأعمال المنفتحة والعادلة وغير التمييزية، وإقامة مجتمع المستقبل المشترك للفضاء السيبراني الذي يسوده السلام والأمن والانفتاح والتعاون والانتظام. إن إصدار هذه المبادرة يضع نموذجًا لعدد كبير من البلدان النامية للمشاركة في الحوكمة الرقمية العالمية، وسيشجع المزيد من أعضاء المجتمع الدولي على الانضمام إلى عملية التعاون في هذا الصدد، بما يشكل قوة مشتركة للحوكمة الرقمية العالمية، ويقدِّم مساهمات أكبر لإقامة مجتمع المستقبل المشترك للفضاء السيبراني.


اللحظة الرائعة الثالثة

في مارس 2021، حضر مستشار الدولة وزير الخارجية وانغ يي الحفل الافتراضي لتدشين التعاون بين الصين والإمارات في مشروع خطوط إنتاج اللقاح الصيني.

عند الشدائد تُعرف الصداقة. في مواجهة الجائحة، تسير الصين والإمارات في طليعة دول العالم لمكافحة الجائحة بروح التضامن والتعاون. إنّ الحكومة الصينية تنفِّذ تعهدها الجدي بجعل اللقاح منفعة عامة عالمية على أرض الواقع. وحتى الآن، قد قدمت الصين كمنحة أو صدّرت 440 مليون جرعة من اللقاح إلى دول الشرق الأوسط بما فيها الدول العربية، مما يساهم بشكل كبير في تحقيق إمكانية توافر اللقاح بتكلفة ميسرة في البلدان النامية. ومن جانبها، أعطت الدول العربية الثقة الكاملة والإشادة العالية للقاح الصيني، حيث كانت الدول العربية من الأوائل في التعاون مع الصين لإنتاج اللقاح، وتم تدشين مشاريع الخطوط الإنتاجية للقاح الصيني تباعا في الإمارات ومصر والجزائر وغيرها، بهدف مساعدة دول المنطقة على مكافحة الجائحة. في هذا السياق، أصبحت الإمارات أكبر المراكز اللوجستية لتخزين اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد في الشرق الأوسط، ونصفه جاء من الصين. وقال رئيس الوزراء المصري "شكرًا للحكومة الصينية على مساعدتها الكبيرة". ووصف الوزير الأول الجزائري مشروع إنتاج اللقاح الصيني في بلاده بأنه "البذرة الأولى للجزائر الجديدة". فإن التضامن بين الصين والدول العربية في مكافحة الجائحة قد أصبح مثالا حيا لتضافر الجهود الصينية العربية في إقامة مجتمع المستقبل المشترك الصيني العربي نحو العصر الجديد.


اللحظة الرائعة الرابعة

"عندما وَقَفْتُ بجانب القارب الأحمر، كنت متأثرًا للغاية ... يحظى الحزب الشيوعي الصيني بالتأييد الشعبي العظيم" - السفير الجزائري السابق لدى الصين

في مايو 2021، انعقدت الدورة التدريبية الأولى للدبلوماسيين العرب لدى الصين في شانغهاي

في مايو 2021، بمناسبة استقبال الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، اجتمع في شانغهاي 18 دبلوماسيًا عربيا لدى الصين للالتحاق بالأكاديمية الحزبية والاستماع إلى "المحاضرة الحزبية" لأول مرة وأيضا القيام بـ"زيارة افتراضية" لمنطقة شينجيانغ عبر منصة الاتصال المرئي، ثم سافروا إلى مدينة جياشينغ لمقاطعة تشجيانغ لزيارة القارب الأحمر في البحيرة الجنوبية. وقف السفير الجزائري السابق لدى الصين أحسن بوخالفة الذي قام بالرحلة الخاصة لحضور حفل اختتام الدورة التدريبية بجانب القارب الأحمر، وحكى للدبلوماسيين العرب ما يعرفه من القصص المتعلقة بتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، قائلا بحماسٍ "إنّ سبب نجاح الحزب الشيوعي الصيني في قيادة الصين لتحقيق الإنجازات العظيمة يرجع إلى أن الشيوعيين الصينيين كانت لديهم الإرادةُ والعزيمة لكسر الأغلال القديمة وبناء الصين الجديدة منذ البداية." كما أخذ الدبلوماسيون السعوديون كتاب "شي جين بينغ - حول الحكم والإدارة" في أيديهم دائما، والذي يمكّنهم من كسب فهم أعمق لـ"سبب قدرة الحزب الشيوعي الصيني على النجاح".


اللحظة الرائعة الخامسة

إننَّا رأينا مشهد التعايش المنسجم بين الانسان والطبيعة - السفراء العرب لدى الصين

في أكتوبر 2021، قام السفراء العرب لدى الصين بزيارة لمقاطعة تشينغهاي

في أكتوبر 2021، قام السفراء من 17 دولة عربية وجامعة الدول العربية لدى الصين بزيارة تفقدية إلى مقاطعة تشينغهاي. في بحيرة تشينغهاي التي تتميز بالأمواج الزرقاء الساطعة، تمتع السفراء بمناظر المياه الصافية والسماء الزرقاء وجمال "العودة إلى الطبيعة"، وأبدوا إعجابهم بنتائج حماية البيئة الإيكولوجية. وفي محافظة شونهوا ذاتية الحكم لقومية سالار بمقاطعة تشينغهاي، زار السفراء عائلات مسلمة، وشاهدوا إنجازات الإنعاش الريفي وشعروا بالوحدة بين مختلف القوميات والوئام بين مختلف الديانات في تشينغهاي. قال السفير الفلسطيني لدى الصين إنّ "ما رأيناه وسمعناه في بحيرة تشينغهاي لا ننساه، والصين تلتزم بطريق التنمية المستدامة وتبذل كثيرًا من الجهود في مجال حماية البيئة، وتنصب نموذجًا لجميع البلدان." وأكد السفير السوداني لدى الصين أنّ "القوة المشتركة القوية التي تحشدها الوحدةُ الوطنية تمكّن التنميةَ الصينيةَ من تجاوز الصعوبات وتحقيق الإنجازات المبهرة". كما أشار السفير الإماراتي لدى الصين إلى أنّ "حماية البيئة الإيكولوجية وتطوير الاقتصاد الإيكولوجي لا يفيد الناس من الجيل الحالي فحسب، بل سيعود بفوائد على الأجيال القادمة أيضًا، وهو دليل على التزام الصين بمفهوم التنمية الذي يضع الإنسان في المقام الأول". إن"الجمال الإيكولوجي" و"إثراء المواطنين" هما من المساعي المشتركة لكل من الصين والدول العربية، فعلى الجانبين تعزيز تقاسم الخبرات والعمل المشترك على انتهاج طريق التنمية الخضراء والمبتكرة والمفيدة للشعوب.


اللحظة الرائعة السادسة

"التوظيف الكامل لدور الفعاليات في مختلف المجالات في إطار المنتدى، وترسيخ أسس الصداقة التاريخية الممتدة" - المبعوث الخاص للحكومة الصينية بشأن قضايا الشرق الأوسط تشاي جون

في سبتمبر 2021، انعقدت الدورة التاسعة لندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية لمنتدى التعاون الصيني العربي عبر منصة الاتصال المرئي

على الرغم من تداعيات الجائحة، لم تتوقف خطوات التعاون العملي الصيني العربي بفضل الجهود المشتركة للجانبين، وتتقدم الأنشطة المؤسسية في مختلف المجالات في إطار منتدى التعاون الصيني العربي وفقا للجدول الزمني المحدد. حيث انعقدت تباعًا الدورة السابعة عشرة لاجتماع كبار المسؤولين لمنتدى التعاون الصيني العربي، والدورة السادسة للحوار السياسي الاستراتيجي على مستوى كبار المسؤولين، والدورة التاسعة لندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية، والندوة الافتراضية بين الخبراء الصينيين والعرب حول الإصلاح والتنمية، والدورة التاسعة لمؤتمر رجال الأعمال الصينيين والعرب والدورة السابعة لندوة الاستثمارات، والدورة الرابعة لمؤتمر التعاون الصيني العربي في مجال نقل التكنولوجيا والابتكار، والدورة الرابعة لاجتماع الخبراء الصينيين والعرب في مجال المكتبات والمعلومات، والدورة الخامسة لملتقى التعاون الصيني العربي في مجال الإذاعة والتلفزيون، والدورة الثالثة لمنتدى التعاون الصيني العربي بشأن نظام بيدو للملاحة عبر الأقمار الصناعية وغيرها من 9 فعاليات في إطار منتدى التعاون الصيني العربي. إن منتدى التعاون الصيني العربي يزداد نضوجه تدريجيًّا ويولّد حيويته الجديدة باستمرار.

الصداقة الحقيقية أكثر صلابة من المعادن والصخور، على الرغم من المسافة الجغرافية البعيدة. إن عام 2021 الذي يتكون من عديد من اللحظات الرائعة، شهد التقدّم والتطوّر المستمر للشراكة الاستراتيجية الصينية العربية، وعكس روح التعاون والتضامن والمستقبل المشترك بين الجانبين. وبحلول عام 2022، دعونا نتطلع إلى مزيد من اللحظات الرائعة  التي لا ننساها للعلاقات الصينية العربية!

Appendix:

جميع الحقوق محفوظة لدي منتدي التعاون الصينى العربي

الاتصال بنا العنوان : رقم 2 الشارع الجنوبي , تشاو يانغ من , حي تشاو يانغ , مدينة بجين رقم البريد : 100701 رقم التليفون : 65964265-10-86