الصين والشرق الأوسط : تكشف عن المؤمرات وتسلك الطريق المستقيم

 2022-05-30 11:21

في الآونة الأخيرة، فشلت حفنة صغيرة من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة مرة أخرى في طريقها القديم الذي حاولت فيه احتواء الصين وتقسيمها وتعطيل العلاقات الدولية، شأنه شأن "رفع الحجر ليسقط على قدميه".

في يوم 22 مايو، طرحت الولايات المتحدة مع قليلة من الدول مشروعا يسمى بـ"دعوة تايوان لحضور مؤتمر الصحة العالمية بصفة مراقبة"، وهو أمر مرفوض من قبل اللجنة العامة لمؤتمر الصحة العالمية والجلسة العامة له. هذه هي السنة السابعة على التوالي التي تم منع فيها سلطات تايوان من حضور الجمعية. أعربت قرابة 90  دولة من الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية عن التزامها بمبدأ الصين الواحدة ومعارضتها لمشاركة تايوان في مؤتمر الصحة العالمية، وذلك من خلال إرسال الرسائل الخاصة إلى منظمة الصحة العالمية.

في يوم 23 مايو، زارت ميشيل باشليت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الصين لزيادة المعرفة وتعزيز التعاون والاطلاع على طبيعة الأمور.  لكن الولايات المتحدة التي كانت هي أكثر تشددا في طلب ترتيب زيارة المفوضة السامية لحقوق الإنسان لشينجيانغ، أعاقت هذه الزيارة ووجهت إملاءات عليها ولم تدخر جهودها لتحريف "الزيارة" كـ"التحقيق"،  وحاولت فرض "افتراض الذنب"على الصين، ووضعت الشروط والحواجز لهذه الزيارة بكل السبل المتاحة، محاولة لخلق وهم مفاد بأن هذه الزيارة لم تحقق النتائج المرجوة. بيد أنّ هذا الأداء الركيك للجانب الأمريكي تعرضتْ لـ"الصفعة على الوجه" فورًا. إذ أكّد الرئيس شي جينبينغ عند لقائه مع ميشيل باشليت أن أهم المعايير لاختبار حالة حقوق الإنسان في بلد ما هو ما إذا كانت حقوق ومصالح شعبه قد تمّ الحفاظ عليها وما إذا كان شعور شعبه بالكسب والسعادة والأمن قد تمَّ تعزيزه. من جانبها هنأت ميشيل باشليت الصين على إنجازاتها المهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، وهي قالت: " تعجبني جهودُ الصين وإنجازاتُها في القضاء على الفقر، وحماية حقوق الإنسان، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وما إلى ذلك، وأقدِّر دور الصين المهمّ في صيانة تعددية الأطراف ومواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ وتعزيز التنمية المستدامة في العالم. "

قد أدرك المجتمع الدولي مرة أخرى الوجه الحقيقي للولايات المتحدة والعدد القليل من الدول الغربية الذي يتمثل في "التدخل التعسفي" و"المعايير المزدوجة المنافقة" و"خلط الحق والباطل" و"سياسة التكتلات" . وتقف دولُ الشرق الأوسط بكل وضوحٍ إلى جانب الحق من التاريخ، وتدعم بحزم مبدأ الصين الواحدة، وتتعامل برأس بارد مع مختلف التصرفات الأمريكية والغربية في زرع بذور الشقاق، ويدافع الجانبان بحزم عن مصالحهما المشتركة ويصونان الإنصاف والعدالة الدوليين.

—— تضافر الجهود لرفض التدخل في الشؤون الداخلية. تتدخل الولايات المتحدة والغرب باستمرار وبشكل تعسفي في الشؤون الداخلية للدول الأخرى على الصعيد الدولي، حيث تذرعت بالسلام والأمن وحقوق الإنسان والديمقراطية لإثارة الصراعات والتحريض على الفوضى في مختلف أنحاء العالم. عانت العديد من دول الشرق الأوسط الكثير من التدخل الأجنبي، وتتبادل الصين ودول الشرق الأوسط الدعم الثابت للجانب الآخر في الحفاظ على سيادته وسلامة أراضيه. مهما كانت  ألعاب الكلمات التي تتلاعب بها الولايات المتحدة وسلطات تايوان على منصة منظمة الصحة العالمية، فإن محاولة "تحقيق الاستقلال باستغلال الجائحة " لن تهز التزام دول الشرق الأوسط بمبدأ الصين الواحدة، وقد أعربت 18 دولة في الشرق الأوسط عن دعمها للصين بكل وضوح  من خلال التوقيع على الرسالة المشتركة وغيره من الطرق في مؤتمر الصحة العالمية ورفضها لـ"مشاركة تايوان القسرية" في المؤتمر. من جانبها، تدعم الصين بقوة دول الشرق الأوسط في التمسك بمستقبلها ومصيرها، وظلت تضخ عوامل اليقين وتلعب دورا بناء في إحلال السلام والاستقرار والتنمية والازدهار في المنطقة.

—— تضافر الجهود لرفض المعايير المزدوجة. وقعت فيي الولايات المتحدة حوادث إطلاق النار المتكررة وعنف الشرطة الذي لا نهاية له، إضافة إلى التمييز العنصري الذي يزيد من تمزق المجتمع، ومارست الولايات المتحدة في التاريخ الإبادة الجماعية ضد السكان الأصليين عن طريق القتل والتشريد والتعقيم والاستيعاب القسري. ومع ذلك، فإن الإدارة الأمريكية حريصة على شن هجمات عشوائية والتدخل في شؤون البلدان الأخرى تحت ستار حقوق الإنسان. هذا يدل بشكل كامل على أن ما تسميه الولايات المتحدة بـ"الاهتمام بحقوق الإنسان" منافق وفارغ تمامًا.

صرخت الولايات المتحدة بنبرة عالية في القضية الأوكرانية، لكنها لم تبال بالقضايا الأخرى المتعلقة بفلسطين  والعراق وأفغانستانوالصومال، وتجاهلت معاناة شعوب الشرق الأوسط. قال مستخدمو الإنترنت في مصر ودول أخرى بصراحة: "إن المعايير المزدوجة للولايات المتحدة مقززة. هل مقتل مائات آلاف العراقيين هو أمر طبيعي؟ أين مصلحة فلسطين المحتلة منذ سنوات؟" "يجب أن نرفع قناع النفاق الأمريكي ونكشف للعالم عن  أن ما يسمى بالديمقراطية الليبرالية قد جلبت كارثة عميقة لبلداننا ."

—— تضافر الجهود لرفض المواجهة بين الكتل المختلفة. تنغمس الولايات المتحدة والدول الغربية في عقلية الحرب الباردة ولا يمكنها الخروج منها. في يومنا هذا الذي أصبح السلام والتنمية والتعاون والكسب المشترك تيار العصر فيه، وبعد انتهاء الحرب الباردة منذ أكثر من 30 عاما، تسعى الولايات المتحدة والغرب إلى تكوين الدوائر الضيقة "العسكرية والسياسية" في المناطق المختلفة، محاوِلةً لإثارة المواجهة والابتعاد عن الغير. حرضت الولايات المتحدة عددًا قليلاً من الدول على تقديم العرض الكذّاب لقيام المفوضة السامية لحقوق الإنسان بتحقيق في شينجيانغ أمام وسائل الإعلام لتحفيز المشاعر الدينية لشعوب الشرق الأوسط واختطاف الحكومات لهذه الدول لمواجهة الصين باستغلال الرأي العام. لكن دول الشرق الأوسط تدرك بوضوح مخاطر المواجهة بين التكتلات ولا ترغب في الإقناع بقصص الولايات المتحدة والغرب. لذا قام ممثلو سفراء الدول العديدة لدى الصين ومنظمة التعاون الإسلامي بزيارة المناطق ذات الكثافة السكنية للأقليات القومية في الصين لمرات، حيث أشادوا إشادةً عاليةً بحالة حقوق الإنسان والسياسات الدينية في الصين.

——تضافر الجهود للدفاع عن قواعد العلاقات الدولية. في غضون أكثر من 240 عامًا منذ تأسيس الولايات المتحدة، هي لم تشنّ حروبًا لمدة أكثر 20 عامًا فقط. إنّ أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا ... كلها شهدت أدلةً دمويةً على العدوان الأمريكي. في وجه جائحة كورونا المستجد، لم تدخر الولايات المتحدة جهودها لنشر "الفيروس السياسي" وإلقاء المسؤولية على الآخرين. كما صبت الولايات المتحدة الزيت على النار في القضية الأوكرانية، وأساءتْ فرض العقوبات، وادّعتْ بأنّ "واشنطن ستقاتل ضد روسيا حتى آخر أوكراني". ما فعلته الولايات المتحدة يجسد ما هو الدوس على القواعد الدولية. أما العالم فهو من الذي يدفع ثمناً باهظاً.

إنّ الولايات المتحدة لا تتردد في استخدام الأكاذيب والخداع لقمع الصين، وهي ستقبل على نتيجة لا تحمد عقباها بسبب تصرفاتها غير العادلة . "إنْ تكنْ مخلصًا وأمينًا، تؤثِّرْ على قلوب الناس بشكل طبيعي"، إنّ الصين بلد مسؤول، وهي تسعى بنشاط إلى صيانة المصالح الجماعية للمجتمع الدولي، وقد قدمت مساهمات هائلة في التنمية السياسية والاقتصادية العالمية، ممَّا  لاقى تقديرا عاليا من قبل المجتمع الدولي بما فيها دول الشرق الأوسط. ستواصل الصين العمل مع دول الشرق الأوسط يدا بيد على تعزيز السلام والتنمية في العالم.

Appendix:

جميع الحقوق محفوظة لدي منتدي التعاون الصينى العربي

الاتصال بنا العنوان : رقم 2 الشارع الجنوبي , تشاو يانغ من , حي تشاو يانغ , مدينة بجين رقم البريد : 100701 رقم التليفون : 65964265-10-86