العمل سويا على فتح العصر الجديد من الازدهار والتنمية

 2022-07-04 09:18

في الفترة الأخيرة، وجد "أسبوع البريكس" أصداء كبيرة في الساحة الدولية، وأصبحت كلمة "التنمية" موضوعا أكثر بحثا في شبكة الإنترنت مرة أخرى. ألقى الرئيس شي جينبينغ كلمة مهمة في الدورة الأولى لاجتماع الحوار الرفيع المستوى للتنمية العالمية، وهي تستعرض التاريخ والواقع وتركز على رفاهية البشرية وترشد قضية التنمية بالنظرة العالمية انطلاقا من الظروف الصينية. وحضر الاجتماع الرؤساء لكل من الجزائر ومصر وإيران والقادة لدول البريكس و10 دول نامية أخرى، حيث سجلوا تقييما عاليا لهذا الاجتماع، معتقدين أنّ استضافة الصين اجتماع الحوار الرفيع المستوى للتنمية العالمية في إطار "البريكس بلاس" لأمر فَتَحَ عصرًا جديدا للتنمية العالمية أكثر شمولاً واستدامة وعدالة، ومتطلعين للعمل مع الصين يدا بيد على تحقيق التنمية المشتركة.

تعد التنمية عنوانا أبديا. إنّ التنمية تعتبر مهمة كبيرة بالنسبة لجميع دول العالم للحكم والإدارة سواء في التاريخ وفي الحاضر. إن تحرير وتطوير القوة الإنتاجية الاجتماعية باستمرار وتعزيز رفاهية الشعب ودفع التنمية الشاملة للبشرية لأمر يعد القضية الأبدية للمجتمع البشري. كانت الصين ودول الشرق الأوسط في التاريخ الطويل تتواصل وتستفيد من بعضها البعض في طريق الحرير، وتتآزر وتتضامن في النضال للاستقلال القومي والبناء الوطني، وتتزايد متانة الصداقة بينها مع مرور الوقت، ويتعمق التعاون بينهما بشكل متواصل. على الرغم من تقلبات الأوضاع الدولية وعيش الصين ودول المنطقة في المراحل التنموية المختلفة، لم يتغير التيار التاريخي السائد للجانبين المتمثل في السعي إلى التنمية والازدهار، ولن تتغير نواياهما الخالصة للتعاون يدا بيد لمواجهة التحديات.

تعد التنمية نداء العصر. في الوقت الراهن، تلتهم جائحة فيروس كورونا المستجد ثمار التنمية التي أحرزها العالم منذ السنوات، وتتواصل الفجوةُ بين والجنوب والشمال في الاتساع، وتتعرض سلاسلُ التصنيع والإمداد العالمية صدامات، وحصلت الأزمات في مجال الأمن الغذائي والطاقة، وتتعثر عملية التنمية العالمية، وتكون البلدانُ النامية بما فيها دول الشرق الأوسط في مقدمة المتضررين. وفي الوقت نفسه، تتجاهل قلة قليلة من البلدان "عجز التنمية"، وتستمرّ في تسييس موضوع التنمية، وتصنع انقسامات ومواجهات بشكل متعمد. ردا على ذلك، أكّد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على أن الدول النامية تتعرض للتهميش في الشؤون الدولية وتتفاقم أوضاعها التنموية، إن استضافة الصين اجتماع الحوار الرفيع المستوى للتنمية العالمية للتشاور حول الخطة التنموية لأمر يكتسب أهمية كبيرة بالنسبة للدول النامية الغفيرة. وكلما زادت حدة التحديات، زادت رغبة الشعوب لجميع البلدان في تحقيق السلام والسعي إلى التنمية وتعزيز التعاون، وزادت عزيمة الأسواق الناشئة والدول النامية للتضامن وتقوية الذات.

تتطلب التنمية عملا مشتركا. إن الصين ودول الشرق الأوسط أصدقاء أعزاء للتساند والتضامن وشركاء حميمين في طريق التنمية. في السنوات الأخيرة، قام الجانبان بتكريس روح طريق الحرير، مما سجل فصلًا جديدًا للتنمية بشكل مشترك. أقامت الصين علاقات الشراكة مع 13 دولة ووقعت وثائق التعاون لـ"الحزام والطريق" مع 20 دولة في الشرق الأوسط. وعمل الجانبان بشكل مطرد على دفع المشاريع المهمة بما فيها مشروع منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة لمصر، ومشروع ميناء حيفا الإسرائيلي الجديد، ومشروع المنطقة النموذجية الصينية الإماراتية للتعاون في الطاقة الإنتاجية، مما وفّر فرص العمل العديدة للمحليين. ويتعمق ويتطور التعاون التقليدي بين الجانبين في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة والبنية التحتية، وتزدادت قوة دافعة للابتكار والتعاون، وظهرت نقاطُ النمو الجديدة المتمثلة في مجالات مكافحة الجائحة والصحة العامة والاقتصاد الرقمي وشبكة الجيل الخامس والطيران والفضاء وغيرها. في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، قد تجاوز حجم التبادل التجاري بين الصين ودول الشرق الأوسط 200 مليار دولار، بزيادة ما يقرب من 40٪ عما كان عليه في العام الماضي؛ واستوردت الصين 84 مليون طن من البترول من الشرق الأوسط، بزيادة 75٪ عما كان عليه في العام الماضي. يمضي التعاون بين الجانبين قدمًا إلى الأمام رغم الضباب المكتنف به، الأمر الذي يظهر إمكانيته الكامنة وصموده القوي، ويساهم في انتعاش الاقتصاد العالمي.

صور مشاريع منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة لمصر وميناء حيفا الإسرائيلي الجديد والمنطقة النموذجية الصينية الإماراتية للتعاون في الطاقة الإنتاجية

تعد التنمية طريقا لا مفر منه. إن دول العالم على دراية أكثر أنّ الإسراع في التعاون الإنمائي لأمر ضروريّ للغاية في وجه التحديات غير المسبوقة الناتجة عن التغيرات في العالم غير المسبوقة منذ مائة سنة. استشرافا للمستقبل، طرح الرئيس شي جينبينغ مبادرة التنمية العالمية التي لقيت ترحيبا حارا واستجابةً إيجابيَّةً من دول الشرق الأوسط، قد أكدت أكثر من عشر دول بشكل واضح على انضمامها إلى "مجموعة الأصدقاء لمبادرة التنمية العالمية". خلال هذا اجتماع الحوار، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في خطابه إن المبادرة ستسهم في تعميق التعاون الإنمائي في العالم وتعزيز التنمية والازدهار العالميين. وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إنّ المبادرة هي نموذج ناجح لمواجهة التحديات المشتركة بالمنظور العالمي، وهي تضع أساسًا للتعاون المنهج بين دول العالم. تتطلع دول الشرق الأوسط تطلعا شديدا إلى اغتنام الفرص الجديدة التي توفرها المعادلة الصينية الجديدة للتنمية للتعاون الثنائي. إنّ المواءمة الاستراتيجية بين "رؤية السعودية 2030" و"مشروع الممر الأوسط" لتركيا و"استراتيجية التنمية الوطنية للإمارات استعدادا لخمسين عامًا مقبلا" و"رؤية عمان 2040" و"رؤية البحرين للتنمية الاقتصادية 2030" وغيرها من الخطط الوطنية ومبادرة التشارك في بناء "الحزام والطريق" العالي الجودة. علاوة على ذلك، أصبحت الإمارات ومصر عضوين جديدين لبنك التنمية الجديد للبريكس على التوالي في منصة "البريكس بلس"، مما رسم خارطة عريضة لتعزيز التعاون الرفيع المستوى على نحو شامل وتحقيق التنمية العالية الجودة بين الصين ودول الشرق الأوسط.

"يكون النصر في جمع القوة؛ ويكون النجاح في جمع الحكمة". استشرافا للمستقبل، ستستمر الصين ودول الشرق الأوسط في تثبيت الثقة والتمسك بالاتجاه الصحيح للعولمة الاقتصادية وتفعيل دور أكبر لمبادرة التنمية العالمية بخطوات مطردة، والسعي سويا إلى حشد قوة مشتركة لتعزيز التنمية والازدهار المشتركين في العالم وبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

Appendix:

جميع الحقوق محفوظة لدي منتدي التعاون الصينى العربي

الاتصال بنا العنوان : رقم 2 الشارع الجنوبي , تشاو يانغ من , حي تشاو يانغ , مدينة بجين رقم البريد : 100701 رقم التليفون : 65964265-10-86