الصين والشرق الأوسط: بناء "أسرة كبيرة" بالتضامن والتعاون

 2022-07-11 14:06

منذ بداية هذا العام، تتفاعل الصين ودول الشرق الأوسط بشكل مكثف. إذ أنه قام كل من الرئيس المصري والأمير القطري وولي عهد أبوظبي لدولة الإمارات العربية المتحدة بزيارة الصين لحضور حفل افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية في بيجينغ، وعقدوا اللقاءات الثنائية مع الرئيس شي جينبينغ؛ وحضر رؤساء مصر والجزائر وإيران الحوار الرفيع المستوى للتنمية العالمية؛ وقام عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني مدير مكتب الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني يانغ جيتشي بزيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة؛ واستقبل مستشار الدولة وزير الخارجية وانغ يي في الصين وزراء الخارجية لسبع دول في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى مشاركته لأول مرة في اجتماع وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي. لقد وجدت هذه التبادلات الرفيعة المستوى صدى كبيرا في الشرق الأوسط. وأعربت دول المنطقة عن رغبتها في مواصلة تعزيز التضامن والتعاون مع الصين للحفاظ على المصالح المشتركة وبناء أسرة كبيرة على أساس التعاون والكسب المشترك وللمستقبل المشترك في ضوء التبادلات المتميزة  بين الصين ودول الشرق الأوسط.


بناء أسرة كبيرة للمنفعة المتبادلة والكسب المشترك

منذ آلاف السنين، كانت الصين ودول الشرق الأوسط تتعرف على بعضها البعض وتتبادل مع بعضها البعض عبر طريق الحرير القديم. بعد الدخول إلى القرن الجديد، ضخت مبادرة "الحزام والطريق" حيوية جديدة لطريق الحرير القديم. لغاية الآن، قد وقعت 20 دولة من الشرق الأوسط على وثائق التعاون في إطار "الحزام والطريق" مع الصين. وشهد التعاون بين الجانبين في المجالات التقليدية مثل الاقتصاد والتجارة والطاقة تعميقا مستمرا، بالتزامن مع تكوين نقاط بارزة جديدة للتعاون في مجالات الاقتصاد الرقمي وشبكة الجيل الخامس والطيران والفضاء وغيرها. في الفترة الأخيرة، تم تشغيل القطار الكهربائي الخفيف في مدينة العاشر من رمضان بمصر بشكل سلس، وتم الانتهاء بنجاح من تدشين ملعب وهران الأولمبي في الجزائر، وتم افتتاح خط الشحن البحري المباشر بين الصين والسودان رسميا. إن هذه النتائج الملحوظة والملموسة للتعاون جلبت فوائد حقيقية لشعوب دول الشرق الأوسط.

(الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي يحضران حفل افتتاح محطة عدلي منصور والقطار الكهربائي الخفيف بمدينة العاشر من رمضان)


بناء أسرة كبيرة للتضامن وتقوية الذات

إن تاريخ التبادلات بين الصين ودول الشرق الأوسط هو تاريخ للكفاح من أجل الاستقلال والتضامن وتقوية الذات. تبادل الجانبان العون والدعم في نضالهما من أجل التحرر الوطني، ونشأت صداقة عميقة بينهما في هذه العملية.  في ظل التغيرات غير المسبوقة منذ مائة سنة، يتعزز الوعي بالاستقلال لدول الشرق الأوسط باستمرار. قال الأمين العام لجامعة الدول العربية  أحمد أبو الغيط في مقابلة صحفية مؤخرا إن الدول العربية لن تخضع لضغوط الدول الغربية بشأن القضية الأوكرانية. وأكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في الحوار الرفيع المستوى للتنمية العالمية أن الدول النامية هي القوة الرئيسية للحفاظ على توازن النظام الدولي وتعزيز التنمية الدولية، ونحن بحاجة ماسة إلى إعادة بناء نظام دولي متوازن وتشكيل معادلة دولية جديدة. تتبادل الصين ودول الشرق الأوسط الدعم الثابت للدفاع عن مصالحها في وجه تدخل القوى الخارجية في شؤونها الداخلية. أثناء الدورة الـ50 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة المنعقدة في هذا العام، شاركت 18 دولة من الشرق الأوسط في التوقيع على البيان المشترك الداعم للصين، وهي حافظت مجددا بتحركاتها الملموسة على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية والعدل والإنصاف الدوليين والمصالح المشتركة للدول النامية.

( الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط يتلقى مقابلة صحفية من وسائل الإعلام العربية)


بناء أسرة كبيرة للأمن والاستقرار

إن منطقة الشرق الأوسط أرض خصبة للازدهار والاستقرار، وليست ساحة الصراع بين القوى العظمى. لقد جعلت الحروب والاضطرابات المستمرة منذ السنوات شعوب الشرق الأوسط تدرك من هو أكبر صانع للفوضى ومخرب للسلام، ومن هو الشريك الحقيقي لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. تقدر وتدعم دول المنطقة بشكل عام مبادرة الأمن العالمي  التي طرحها الجانب الصيني، وتتجاوب بنشاط مع المبادرة ذات النقاط الخمس لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والمبادرة ذات النقاط الأربع للحل السياسي للمسألة السورية والأفكار ذات النقاط الثلاث لتنفيذ "حل الدولتين" بين فلسطين وإسرائيل غيرها من الرؤى التي طرحها الجانب الصيني في السنوات الأخيرة، وتقدر تقديرا عاليا الدور البناء للصين في الحفاظ على أمن الطاقة والغذاء، وتعمل على تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب مع الصين. كما أصدرت الصين وجامعة الدول العربية "مبادرة التعاون بين الصين وجامعة الدول العربية في مجال أمن البيانات"، فأصبح العالم العربي أول منطقة في العالم تصدر مبادرة في مجال أمن البيانات بشكل مشترك مع الصين.

(نائب وزير الخارجية الصيني ما تشاوشيو والأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية كمال حسن علي يوقعان على "مبادرة التعاون بين الصين وجامعة الدول العربية في مجال أمن البيانات")


بناء أسرة كبيرة للتنمية والنهضة

تعد التنمية عنوانا أبديا للمجتمع البشري، وخاصة بالنسبة للصين ودول الشرق الأوسط. ظلت الصين تدعم جهود شعوب الشرق الأوسط لاستكشاف طرقها التنموية بإرادتها المستقلة، كما أكدت دول الشرق الأوسط على ثقتها بالمبادرات والرؤى الصينية حول التنمية بخطوات واقعية: أوضحت أكثر من عشر دول في الشرق الأوسط دعمها لـلانضمام إلى  "مجموعة الأصدقاء لمبادرة التنمية العالمية"، وانضمت مصر والإمارات بنجاح إلى بنك التنمية الجديد، ويتشاور العديد من دول الشرق الأوسط مع الصين حول خطط تنفيذية لمواءمة الرؤية التنموية. كما أعرب قادة دول الشرق الأوسط عن تقديرهم العالي لمبادرة التنمية العالمية في الحوار الرفيع المستوى للتنمية العالمية، معتقدين أن هذه المبادرة ستساهم في تعميق التعاون الإنمائي الدولي والتنمية والازدهار للعالم باعتبارها نموذجا ناجحا لمواجهة التحديات المشتركة بالرؤية العالمية.

(الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يحضرون الحوار الرفيع المستوى للتنمية العالمية تلبية للدعوة)


"لا أمر مستحيل لأصحاب الرؤية المشتركة". في هذه المرحلة الحاسمة لتقدم التاريخ، لا يمكننا الإجابة بشكل جيد على سؤال العصر "إلى أين سيذهب العالم" إلا بالتخلي عن عقلية "الدائرة الضيقة" والتمسك بمفهوم" الأسرة الكبيرة ". ستظل الصين ودول الشرق الأوسط تتقدم إلى الأمام بالتضامن والشجاعة، وتضفي المزيد من اليقين على العالم الذي يشهد التحولات والاضطرابات، وتحشد المزيد من الجهود لبناء مجتمع  المستقبل المشترك للبشرية.

Appendix:

جميع الحقوق محفوظة لدي منتدي التعاون الصينى العربي

الاتصال بنا العنوان : رقم 2 الشارع الجنوبي , تشاو يانغ من , حي تشاو يانغ , مدينة بجين رقم البريد : 100701 رقم التليفون : 65964265-10-86