الصين ودول الشرق الأوسط تتخذ خطوات مشتركة لمواجهة تغير المناخ

中东瞭望 2022-08-29 10:12

تتزايد ظواهر الطقس المتطرف في جميع أنحاء العالم منذ بداية هذا العام، حيث تأثرت جميع الدول بها بدرجات مختلفة، وألفتت قضية تغير المناخ أنظار العالم من جديد. إن مواجهة تغير المناخ وتحقيق التنمية الخضراء والمستدامة أمر يرتبط بمستقبل البشرية جمعاء، فلا يمكن لأي دولة النأي بنفسها، ولا ينبغي ترك أي دولة خلف الركب. تتشارك الصين ودول الشرق الأوسط في رؤية مشتركة بشأن تغير المناخ، وانطلق التعاون المعني بينها في وقت مبكر وشهد تطورات سريعة، ويعمل الجانبان الآن على بناء نموذج للتعاون بين دول الجنوب في التنمية الخضراء والمستدامة .

إن الصين ودول الشرق الأوسط تربطهما رؤى متطابقة حيال التنمية الخضراء. بالنسبة للصين التي تعد أكبر دولة نامية في العالم، تعمل جاهدة على تعزيز التنمية الخضراء والمنخفضة الكربون، سعيا إلى تحقيق عصرنة تتميز بالتعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة. وبالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط التي تعد أكبر منتج ومورد للطاقة الأحفورية في العالم، تواجه الدول فيها عموما تحديات ملحة مثل تحسين هيكل استهلاك الطاقة، والدفع بالتحول الأخضر والتنمية الخضراء، وتحقيق نمو متنوع. لذا، وضعت كل من الصين ودول الشرق الأوسط تخطيطات مهمة من أعلى مستوى في هذا الصدد. على سبيل المثال، قامت الصين بطرح هدف بلوغ ذروة الكربون وتحييد الكربون، وتسريع وتيرة بناء إطار السياسات "N+1" وتنفيذ "الحملات العشر لبلوغ ذروة الكربون" لدفع التنمية منخفضة الكربون والتحول الأخضر. وطرحت السعودية مبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر" ، وطرحت الإمارات "المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050"، وأطلقت مصر "استراتيجية وطنية لتغير المناخ 2050"، كما طرحت بلدان أخرى في المنطقة استراتيجيات مماثلة بشأن تخفيض انبعاث الكربون. إن التخطيطات المتطابقة من أعلى المستوى والرؤى الاستراتيجية المشتركة بين الجانبين وفّرت إرشادات أساسية وحددت الاتجاه للتعاون بينهما في مواجهة تغير المناخ.

إن الصين ودول الشرق الأوسط تربطهما الشراكة الطبيعية في  مجال الحوكمة العالمية للمناخ. وقد بدأ "توقيت الشرق الأوسط"  للتعاون الدولي بشأن تغير المناخ، حيث ستستضيف مصر والإمارات في العام الجاري والعام المقبل على التوالي المؤتمرين الـ27 والـ28 لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، الأمر الذي يجذب أنظار العالم إلى الشرق الأوسط في مجال التنمية الخضراء. على الرغم من أن الصين والشرق الأوسط لهما ظروف وطنية مختلفة، إلا أن كليهما تعملان على الدفاع عن مبدأ "المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة" في مواجهة تغير المناخ، وحماية الحقوق والمصالح القانونية والفضاء المتاح للتنمية في البلدان النامية، ودفع الحوكمة العالمية للمناخ نحو اتجاه أكثر توازنا ونفعا للجميع. وعقد المبعوث الصيني الخاص لتغير المناخ السيد شيه تشنهوا، اجتماعا عبر الفيديو قبل فترة قريبة، مع وزير الخارجية المصري الرئيس المعين لـ COP27 السيد سامح شكري، حيث تبادلا وجهات النظر بشكل معمق حول الوضع الحالي لتغير المناخ والاستعدادات لمؤتمر COP27.  وستشارك الصين ودول الشرق الأوسط بنشاط في الحوكمة العالمية للمناخ، ملتزمة بروح الاستفادة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك، من أجل تقديم مساهماتها الخاصة في مواجهة تغير المناخ والاضطلاع بالمسؤوليات المطلوبة لتحقيق الحوكمة العالمية العادلة للمناخ.

إن التعاون بين الصين ودول الشرق الأوسط المنتجة للنفط في مجال الطاقة يوفر دعما قويا لتحقيق التنمية المستدامة في كلا الجانبين. ومن أجل مواجهة تغير المناخ وتحسين هيكل استهلاك الطاقة، يجب اتخاذ إجراءات حسب الظروف المحلية وبشكل تدريجي بدلاً من مجرد وقف استخدام النفط والغاز. بالنسبة للصين، إن النفط والغاز من الشرق الأوسط لهما أهمية هامة لا يستغنى عنها لتخفيض حصة الفحم وتحسين هيكل استهلاك الطاقة  في الصين. وفي عملية تحول الطاقة لدول الشرق الأوسط المنتجة للنفط، تلعب إيرادات النفط والغاز دورا لا غنى عنه في تقديم الدعم التمويلي للصناعات الخضراء، كما تربط بين هذه الدول و"المشترين الاستراتيجيين لطاقتها"  مثل الصين شراكة خضراء مهمة. تعتبر الصين دولة مستهلكة رئيسية للطاقة، وتعتبر دول الشرق الأوسط دول منتجة رئيسية للطاقة، فيتمتع الجانبان بمزايا تكاملية من حيث الهيكل الاقتصادي والموارد، ويتمتع التعاون التقليدي بينهما في مجال النفط والغاز بأساس متين، وهناك مستقبل واعد للتعاون بينهما في المجالات الناشئة مثل الطاقة الجديدة وتخفيض انبعاثات الكربون، الأمر الذي يقدم منصة واسعة وفرص سانحة للتنمية الخضراء والمستدامة لكلا الجانبين.

يستشرف التعاون بين الصين ودول الشرق الأوسط في الصناعات الخضراء آفاقا رحبة. إن التنمية القائمة على التحول الأخضر ليست هدفا وهميا، ولا يمكن تحقيقها بمجرد شعارات فارغة. قد اتخذت الصين ودول الشرق الأوسط إجراءات عملية لتعزيز التعاون في مجال الطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح واستكشاف التعاون في الابتكار التكنولوجي للطاقة وتحويل الهيكل الصناعي وترقيته، وتعميق الاندماج المستمر بين الصناعات الخضراء ومنخفضة الكربون من جهة والتقنيات الجديدة مثل الإنترنت والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي والجيل الخامس من جهة أخرى. قد تحققت إنجازات مهمة للتعاون في هذا الصدد، على سبيل المثال، قدمت الصين مساعدات إلى مصر في إطار مشروع تعاون الجنوب- الجنوب بشأن تغير المناخ، ووقعت الصين ومصر مذكرة تفاهم بشأن مختبر مشترك للتنمية الزراعية الخضراء . وتعاقدت شركات صينية على عدة مشاريع توفر فرصا مهمة لكسر عنق الزجاجة الذي يعيق تحقيق مزيج الطاقة الأمثل والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في دول المنطقة، مثل محطة حصيان في دبي لتوليد الكهرباء بالفحم النظيف الذي يعد أول محطة من نوعها في الشرق الأوسط، ومشروع محطة الطويلة الإماراتية لتحلية المياه الذي يعد أكبر مشروع قيد الإنشاء لتحلية المياه على مستوى العالم، ومحطة نور 3  للطاقة الشمسية المركزة في المغرب التي تعد أكبر محطة كهروضوئية تستخدم تكنولوجيا برج الطاقة الشمسية المركزة في العالم.

(صور لمحطة حصيان لتوليد الكهرباء بالفحم النظيف في دبي، ومشروع محطة الطويلة لتحلية المياه في الإمارات، ومحطة نور 3 للطاقة الشمسية المركزة في المغرب)


قال الصينيون القدامى إن "الموارد الطبيعية ثروة الوطن". وأشار الرئيس شي جينبينغ أن "المياه النقية والجبال الخضراء ثروة لا يقدر ثمنها". إنه يمثل الفلسفة الجوهرية للحضارة الإيكولوجية الصينية، ويسهم بالحكمة الصينية في التنمية المستدامة للعالم. تعد التنمية الخضراء ثورة عميقة للمفهوم التنموي في عصر ما بعد الجائحة، وتشكل اتجاها سائدا عالميا. ستواصل الصين تمسكها بمفهوم التنمية الخضراء، وتواصل تعميق تعاونها مع دول الشرق الأوسط  في مجال تغير المناخ من أجل مواجهة التحديات يدا بيد وبناء "الحزام والطريق" الأخضر معا وإقامة مجتمع المستقبل المشترك للمخلوقات في الكوكب الأرضي وإطلاق مسيرة جديدة لمواجهة تغير المناخ عالميا.

Appendix:

جميع الحقوق محفوظة لدي منتدي التعاون الصينى العربي

الاتصال بنا العنوان : رقم 2 الشارع الجنوبي , تشاو يانغ من , حي تشاو يانغ , مدينة بجين رقم البريد : 100701 رقم التليفون : 65964265-10-86