لا يمكن مواجهة التحديات إلاَّ بالتضامن وتقوية الذات

 2022-09-05 11:14

عُقدت مؤخرًا "القمة الخماسية" التي تلفت أنظار العالم العربي في مدينة العلمين التي تقع في شمالي مصر، حيث حضر القمة كل من الرئيس المصري السيد عبد الفتاح السيسي ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس الوزراء العراقي السيد مصطفى الكاظمي وملك الأردن عبد الله الثاني وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وتوصَّل قادة الدول الخمس إلى توافقات مهمة بشأن تعزيز التضامن بين الدول العربية والعمل المشترك بينها في ظل الظروف الراهنة. حظيتْ هذه القمة بتقييمات إيجابية من مختلف الأطراف، حيث قال علاء عابد النائب الأول لرئيس البرلمان العربي إن هذه القمة تدل على أنه لا يمكن للدول العربية مواجهة الأزمات والتحديات العديدة إلاَّ بالتضامن وتقوية الذات. كما ترى الأطراف أنّ هذه القمة تعكس ما تملكه الدول العربية من درجة عالية من الوعي بالاستقلالية، وهي بمثابة خطوة استكشافية إيجابية للدول العربية نحو تعزيز تضامنها وتعزيز قدرتها على العمل المشترك.

(مصر والأردن والإمارات والعراق والبحرين تعقد "قمة العلمين الخماسية" يوم  22 أغسطس)


يمر عالم اليوم بالتغيرات غير المسبوقة منذ مائة سنة، ولا تزال جائحة القرن تتفشى في أنحاء العالم، وتتجلى تداعيات الأزمة الأوكرانية بشكل مطرد، وتتعرض الدول العربية لضغوط متزايدة يومًا بعد يوم. وفي هذا السياق، أصبحت الدول العربية تدرك أنه كلما اشتدت الضغوط والتحديات، ازدادت الضرورة لتحقيق الاستقرار عبر تقوية الذات وإحزار التقدم عبر التضامن وتحقيق النهضة بالاستقلالية.

تتسارع خطوات الدول العربية نحو التضامن وتقوية الذات باستمرار. سبق لمصر أن استضافت قمة ثلاثية تجمع مصر والأردن والعراق في عام 2019. وفي شهر مارس الماضي، عقدت مصر والأردن والعراق والإمارات قمة رباعية في مدينة العقبة. وبالنسبة لقمة العلمين الخماسية، يبلغ إجمالي عدد السكان للدول الخمس المشاركة 160 مليون نسمة، ويبلغ إجمالي الناتج المحلي لها 1.1 تريليون دولار، ويبلغ إجمالي الناتج الصناعي لها حوالي 112.5 مليار دولار، كما تعد مصر والإمارات ثاني ورابع أكبر اقتصاد في العالم العربي، مما يزيد أهمية وتأثيرات القمة.

(مصر والأردن والإمارات والعراق والبحرين تعقد "قمة العلمين الخماسية" يوم  22 أغسطس)


يتصاعد زخم التضامن وتقوية الذات للدول العربية باستمرار. سبق للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن أكد بجلاء أنّ الدول العربية لن تخضع للضغوط الكبيرة التي تمارسها الولايات المتحدة والدول الغربية بشأن القضية الأوكرانية. وفي وجه تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن التي حاولت دق الإسفين بين الصين والدول العربية خلال زيارته للمنطقة، ردت دول المنطقة عليها بمقاطعة حازمة. قد قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في مقابلة مع وسائل الإعلام الأمريكية بوضوح أنه لا يتفق مع التصريحات التي تعتبر الصين عدوا. وأكد القادة المشاركون في هذه القمة مرة أخرى على ضرورة العمل العربي المشترك، وتوصلوا إلى توافقات حول القضايا الإقليمية الساخنة مثل القضية الفلسطينية. من هذا الانطلاق، نجد أن السعي إلى التضامن وتقوية الذات قد أصبحت خيارًا استراتيجيًا للدول العربية من أجل الحفاظ على استقلالها والتحكم في مصيرها في ظل الأوضاع الدولية المتغيرة.

تزداد الفوائد التي تعود بها جهود الدول العربية لتعزيز التضامن وتقوية الذات. ناقش القادة المشاركون أثناء هذه القمة سبل تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول العربية. في الحقيقة، قد أعلنت مصر والأردن والعراق في يونيو الماضي أن مشروع الربط الكهربائي بينها على وشك الانتهاء. وفي يوليو الماضي، انضمت مصر والأردن والبحرين إلى مبادرة "الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة" التي أطلقتها الإمارات، حيث اتفقت كافة الأطراف على تنفيذ 12 مشروعًا باستثمارات تبلغ نحو 3.4 مليار دولار في المرحلة الأولى للمبادرة. يرى خبراء الدول العربية أنّ هذه القمة ستساعد الشعوب العربية على تحقيق حلم التكامل الذي طال انتظاره، وستعود بفوائد ملموسة عليها.

(مستشار الدولة ووزير الخارجية وانغ يي يتلقى مقابلة حصرية من قناة العربية في الرياض يوم 24 مارس 2021)


ظلت الصين تدعم دول الشرق الأوسط لحل القضايا الأمنية الإقليمية بالتضامن والتعاون، وتدعم شعوب الشرق الأوسط لاستكشاف الطرق التنموية الخاصة بها بإرادتها المستقلة. طرح الجانب الصيني خلال الفترة الماضية المبادرة ذات النقاط الخمس لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والمبادرة ذات النقاط الأربع للحل السياسي للمسألة السورية والأفكار ذات النقاط الثلاث لتنفيذ "حل الدولتين" على التوالي، وإن فكرتها الأساسية هي تشجيع دول المنطقة على التخلص من تأثيرات التجاذبات الجيوسياسية للقوى العظمى واستكشاف الطرق التنموية ذات الخصائص الشرق أوسطية بروح الاستقلالية؛ والسعي إلى التضامن وتقوية الذات بروح التسامح والتفاهم، وحل قضايا الشرق الأوسط بطرق شرق أوسطية، والتحكم في مصيرها بثبات في أيديها. قال المثل العربي: "النمل إذا اجتمع انتصر على السبع"، كما قال المثل الصيني: "الوحدة بين الأشقاء تقدر على صهر الذهب". سنواصل كأخ عزيز وصديق حميم وشريك وثيق للشعوب العربية، دعمنا الثابت لجهود الدول العربية في تعزيز التضامن وتقوية الذات ورفض التدخل الخارجي والدفاع عن سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها، بما يجعل الدول العربية تمضي قدما في طريقها نحو النهضة العظيمة بخطوات واثقة.

Appendix:

جميع الحقوق محفوظة لدي منتدي التعاون الصينى العربي

الاتصال بنا العنوان : رقم 2 الشارع الجنوبي , تشاو يانغ من , حي تشاو يانغ , مدينة بجين رقم البريد : 100701 رقم التليفون : 65964265-10-86