طريق الأمن: من سمرقند إلى الشرق الأوسط

 2022-09-26 10:03

انعقدت قمة منظمة شانغهاي للتعاون التي جذبت أنظار العالم في منتصف الخريف في سمرقند، مدينة قديمة في آسيا الوسطى، حيث ألقى الرئيس شي جينبينغ كلمة مهة ولخص فيها 5 نقاط من التجارب لـ"روح شنغهاي" انطلاقا من عنوان العصر والأوضاع الأمنية الدولية، ودعا إلى الالتزام بمفهوم الأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام والدفع بإقامة منظومة أمنية متوازنة وفعالة ومستدامة. تتطابق المبادئ الأساسية التي تدعو إليها "روح شنغهاي" مع مفهوم مبادرة الأمن العالمي التي طرحها الرئس شي جينبينغ، الأمر الذي وفر مزيدا من الحكمة الصينية والحلول الصينية للحوكمة الأمنية العالمية. 

وصف أحد قادة دول الشرق الأوسط ذات مرة بلاده بأنها "مثل فيلا جميلة في غابة مشتعلة". منذ أكثر من مائة عام، عانت منطقة الشرق الأوسط من الظلم التاريخي والتدخل الخارجي، واستمرت النزاعات العرقية والدينية والإقليمية، وظل تحقيق الأمن الدائم رغبة عميقة في قلوب شعوب الشرق الأوسط. لذلك، حظيت مبادرة الأمن العالمي بتقدير ودعم واسع النطاق من دول الشرق الأوسط فور طرحها.

يرغب العديد من دول الشرق الأوسط في الانضمام إلى منظمة شانغهاي للتعاون بفضل جاذبية "روح شنغهاي". تم توقيع مذكرة التفاهم بشأن التزامات انضمام إيران إلى منظمة شانغهاي للتعاون، والمصادقة على أن تكون مصر والسعودية وقطر شركاء حوار جدد، وإدراج البحرين والإمارات والكويت في قائمة شركاء الحوار الجدد في هذه القمة. تأمل دول الشرق الأوسط في اغتنام هذه الفرصة للبحث عن منصة تعاون أوسع وأكثر مساواة وواقعية.

(بعد انضمام إيران إلى المنظمة، تتوسع دائرة الأصدقاء للمنظمة باستمرار)


إن الصين باعتبارها شريكا استراتيجيا موثوقا به لدول الشرق الأوسط على مدى طويل، ظلت قوة بناءة مهمة في تعزيز السلام ودعم التنمية في الشرق الأوسط.

●طرح الرئيس شي جينبينغ في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية للدورة الثامنة لمنتدى التعاون الصيني العربي عام 2018 فكرة إقامة إطار أمني مشترك ومتكامل وتعاوني ومستدام في الشرق الأوسط، مما طرح رؤية مهمة حول تجاوز المأزق الأمني في الشرق الأوسط.

●أقام الجانب الصيني عام 2019 الدورة الأولى لمنتدى أمن الشرق الأوسط، مما ساهم في بلورة التوافق وتوفير الحكمة للحفاظ على أمن الشرق الأوسط وتدعيمه.

●في السنوات الأخيرة، طرح الجانب الصيني بالتوالي المبادرة ذات النقاط الخمس بشأن تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والمبادرة ذات النقاط الأربع للحل السياسي للمسألة السورية والأفكار ذات النقاط الثلاث لتنفيذ "حل الدولتين" بين فلسطين وإسرائيل، والمبادئ ذات النقاط الأربع التي يجب الالتزام بها في المسألة الليبية، مما ساهم بخطوات ملموسة في حل القضايا الساخنة المحددة في الشرق الأوسط.

في ظل الظروف الجديدة، إن تحقيق الأمن والأمان الدائمين في الشرق الأوسط يعتبر الرغبة المشتركة لدول المنطقة والمسؤولية المطلوبة على عاتق المجتمع الدولي. في الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية لمنتدى أمن الشرق الأوسط التي أقيمت مؤخرا، أوضح مستشار الدولة وزير الخارجية وانغ يي على نحو معمق رؤية الصين ودعوتها بشأن تنفيذ مبادرة الأمن العالمي والدفع بإقامة إطار أمني جديد في الشرق الأوسط من أربع نواحي تشمل الالتزام بالمفهوم الجديد للأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام والتأكيد على المكانة القيادية لدول الشرق الأوسط والالتزام بالمقاصد والمبادئ لميثاق الأمم المتحدة وتعزيز الحوار الأمني الإقليمي، الأمر الذي يعكس الخصائص المتميزة للرؤية الصينية تجاه أمن الشرق الأوسط:

( مستشار الدولة وزير الخارجية وانغ يي يحضر الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية لمنتدى أمن الشرق الأوسط عبر الفيديو(


التأكيد على الاستقلال، ورفض التدخل في الشؤون الداخلية. "ليس من الضروري أن تكون جميع الأحذية في نفس المقياس، والمهم هو أن يكون الحذاء مناسبًا لمن يلبسه". تدعم الصين بكل صدق جهود دول الشرق الأوسط وشعوبها لاستكشاف الطرق الأمنية التي تتماشى مع ظروفها الوطنية بإرادتها المستقلة، وتدعم دول المنطقة وشعوبها للتخلص من التدخل الخارجي حتى وضع مصيرها  تحت سيطرتها.

تعزيز التضامن والتعاون والتشجيع على الشمول والمصالحة. ترى الصين دائما أن دول العالم تشترك في مستقبل واحد، وأن أمنها لا ينفصل عن بعضه البعض، ويجب ألا يسعى أي طرف إلى الأمن المطلق من جانب واحد. إن السمفونية الكبرى لأمن الشرق الأوسط لا يمكن إنجازها بلحن منفرد من طرف واحد فقط، بل لا بد من إنجازها بالتعاون بين كافة الأطراف على أساس التفاهم والاحترام المتبادل والثقة المتبادلة.

التمسك بالعدالة والإنصاف وعدم السعي لمكاسب جيوسياسية. ترى الصين أنه لا يوجد "فراغ السلطة" في الشرق الأوسط، ناهيك عن كونها ضحية للصراع  بين القوى الكبرى على السلطة. ظلت الصين تلعب دورا بناء في القضايا الأمنية في الشرق الأوسط، وتنفذ تعددية الأطراف الحقيقية، ما تسير عليه الصين هو الطريق العادل المتمثل في "حل المشاكل وتخفيف المعاناة وتسوية الخلافات بدون الحصول على أي مصلحة أنانية".

الدفع بالتنمية والكسب المشترك وترسيخ الأساس الأمني. إن التنمية هي ضمان للأمن. ظلت الصين تولي اهتماما بالغا بالتعاون الإنمائي مع دول الشرق الأوسط، والتشارك في بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية، وتعزيز الأمن المستدام من خلال التنمية المستدامة، وحل النزاعات عبر التنمية، والقضاء على التربة غير الآمنة، بما يضع أساسا متينا لأمنها.

يرتبط مصير الصين ارتباطًا وثيقًا بمصير الشرق الأوسط منذ القدم. قبل آلاف السنين، ساهم طريق الحرير الذي يعبر سمرقند في تحقيق التبادل الحضاري والازدهار المشترك للصين والشرق الأوسط. في يومنا هذا،  هناك طريق حرير جديد، استرشادا بـ"روح شانغهاي"، يمر مرة أخرى بسمرقند، ويربط الصين بدول الشرق الأوسط من جديد. إنه طريق للتنمية والازدهار وطريق للأمن والسلام أيضا.

Appendix:

جميع الحقوق محفوظة لدي منتدي التعاون الصينى العربي

الاتصال بنا العنوان : رقم 2 الشارع الجنوبي , تشاو يانغ من , حي تشاو يانغ , مدينة بجين رقم البريد : 100701 رقم التليفون : 65964265-10-86