أفق واعد للتعاون بين الصين والدول العربية في مجال الطاقة

 2022-11-28 11:11

في يوم 21 نوفمبر، افتتح كأس العالم لكرة القدم في قطر بصافرة من الحكم في إستاد لوسيل الذي بنته شركة الصين لإنشاءات السكك الحديدية. في نفس اليوم، وقعت شركة سينوبك الصينية وشركة قطر للطاقة على اتفاقية شراء الغاز الطبيعي المسال لمدة 27 عامًا. تعتبر هذه الاتفاقية جزءًا مهمًّا من التعاون المتكامل بين الشركات الصينية والقطرية في مشروع توسيع الطاقة الإنتاجية لحقل الشمال للغاز في قطر، وتكتسب الأهمية كمعلم فارق. حسب هذه الاتفاقية، ستورد شركة قطر للطاقة 4 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال إلى سينوبك الصينية سنويًّا.

(وقعت سينوبك الصينية وشركة قطر للطاقة على اتفاقية شراء الغاز الطبيعي المسال لمدة 27 عامًا)


يعد التوصل إلى هذه "الصفقة الكبرى للطاقة" كسبا مشتركا للجانبين الصيني والقطري. ترى قناة الجزيرة القطرية أن توقيع الاتفاقية هذه لأمر يمنح قطر مشتريًا كبيرا لمواردها الغنية للغاز الطبيعي، ويمنح الصين مصدرا مستقرا وآمنا لإمداد الطاقة النظيفة، ويقدم مساهمة عظمى ويكتسب أهمية مهمة في تطوير العلاقات الثنائية. إن هذه الاتفاقية التي لها أطول مدة لشراء الغاز الطبيعي المسال في التاريخ تعتبر إنجازا مهما للتعاون العملي بين الصين وقطر، وتعتبر أيضا تجسيدا للتعمق المستمر للتعاون الصيني العربي في مجال الطاقة.


تتمتع الدول العربية بالطاقة الوافرة، حيث يشكل احتياطي النفط الخام والغاز الطبيعي فيها 65.2٪ و30.1٪ من إجمالي الاحتياطي المثبت في العالم. في عام 2021، بلغ حجم إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي في الدول العربية 1.187 مليار طن و640 مليار متر مكعب، وتعتبر الدول العربية مستودعًا للطاقة الأحفورية لا غنى عنه لدعم التشغيل السليم للاقتصاد العالمي. منذ التسعينيات في القرن الماضي، يشهد التعاون بين الصين والدول العربية تطورا سريعا في مجال الطاقة، وأصبحت الدول العربية مورّد الطاقة المهمة للصين بشكل تدريجي، وهي توفر نصف واردات الصين للنفط الخام منذ زمن طويل. وأصبحت السعودية باعتبارها أكبر منتج للنفط في العالم، أكبر مورّد للنفط الخام للصين من عام 2002 حتى الآن. في فترة ما يقرب من 20 عامًا من أوائل التسعينيات إلى عام 2010، ازدادت واردات الصين للنفط من الدول العربية بأكثر من 30 ضعفا، وأقام الجانبان شراكة الاستراتيجية المستقرة والموثوق بها في مجال الطاقة، مما ساهم في الارتقاء بالتعاون العملي بينهما بشكل مستمر، وشكل نموذجًا للتعاون بين البلدان النامية في تحقيق تكامل المزايا والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك.


في العقد الماضي، دخلت الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد، حيث نما الاقتصاد الصيني بشكل سريع، وازداد الناتج المحلي الإجمالي من 53.9 تريليون يوان صيني في عام 2012 إلى 114.4 تريليون يوان صيني في عام 2021، ويشكل 18.5% من حجم الاقتصاد العالمي، بزيادة قدرها 7.2 نقطة مئوية. في عملية التعاون الصيني العربي في بناء "الحزام والطريق"، أصبح دور التعاون في مجال الطاقة كالمحور الرئيسي أكثر بروزًا، وأصبح التأثير المدفوع بـ"عجلتين"، أي التعاون في مجال النفط والغاز والتعاون في مجال الطاقة النظيفة أكثر اتضاحا.


في مجال الطاقة التقليدية، أجرت الصين والدول العربية التعاون في كافة الأبعاد التي تشمل المجريات العليا والوسطى والأسفل، مما شكل التعاون في كافة سلسلة الصناعة التي تغطي التنقيب عن النفط والغاز واستخراجهما وتكريرهما وتخزينهما ونقلهما، وتم إنشاء عدد كبير من المشاريع الرئيسية، بما فيها مصفاة ينبع للتكرير ومجمع للتكرير والبتروكيمياويات في مدينة تايتشو الصينية بالتعاون بين الصين وقطر ومشروع حقول أبوظبي النفطية البرية وإلخ. في العقد الماضي، ازداد إجمالي واردات الصين للنفط الخام والغاز الطبيعي من الدول العربية من 110 ملايين طن و8.17 مليار متر مكعب في عام 2011 إلى 263 مليون طن و17.5 مليار متر مكعب في عام 2021، بزيادة قدرها 163٪ و114٪ كل على حدة.

(مصفاة ينبع بتمويل مشترك من سينوبك الصينية وأرامكو السعودية)


في مجال الطاقة النظيفة، تعمل الصين والدول العربية على توسيع نطاق التعاون في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية وما إلى ذلك، وقد تم إنشاءمركز التدريب الصيني العربي للطاقة النظيفة والمعمل القومي المصري الصيني المشترك للطاقة المتجددة، وتم تنفيذ مشروع محطة الخرسعة للطاقة الشمسية ومحطة دبي للطاقة الشمسية الحرارية بقدرة 700 ميجاوات ومشروع توليد الكهرباء بقدرة 186 ميجاوات بحديقة بنبان للطاقة الشمسية بمصر وغيرها من من مشاريع التعاون العديدة، الأمر الذي خلق اختراقات للتعاون الصيني العربي في مجال الطاقة النظيفة.

(محطة الخرسعة للطاقة الشمسية بقطر بقدرة 800 ميجاوات بنتها شركة الصين لإنشاء الطاقة الكهربائية)


في العقد الماضي، تطور نموذج التعاون "الطاقة +" بين الصين والدول العربية على نحو معمق، مما أسهم في الارتقاء بمستوى التعاون بين الجانبين في البنية التحتية واللوجستيات والنقل والمجمعات الصناعية وغيرها من المجالات، وتحقيق الازدهار للتعاون العملي بين الجانبين في كافة المجالات. في الوقت نفسه، يواكب التعاون الصيني العربي في مجال الطاقة تيار الاقتصاد الرقمي بسرعة، ويعمل الجانبان معًا على تعزيز التحول الرقمي لصناعة النفط والغاز في الدول العربية.

(موقع البناء لمنطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة لمصر)


ستظل مصادر الطاقة الأحفورية التقليدية التي تتمتع بمزايا التكلفة المنخفضة والإمدادات المستقرة تحتل مكانة هامة في هيكل الطاقة العالمي لفترة طويلة من الزمن في المستقبل. ستستشرف الشراكة الاستراتيجية بين الصين والدول العربية في مجال الطاقة التي تقوم على أساس المنفعة المتبادلة والصداقة الطويلة المدى آفاق أرحب بكل التأكيد، وستدفع بتحقيق تطور أكبر للتعاون الصيني العربي في مختلف المجالات.


Appendix:

جميع الحقوق محفوظة لدي منتدي التعاون الصينى العربي

الاتصال بنا العنوان : رقم 2 الشارع الجنوبي , تشاو يانغ من , حي تشاو يانغ , مدينة بجين رقم البريد : 100701 رقم التليفون : 65964265-10-86