طريق العودة طويل والوطن الأم قريب

 2023-05-04 10:10

في الأيام الأخيرة، اندلعت الاشتباكات المسلحة في السودان، التي أوقعت البلد في الاضطرابات وأدت إلى خسائر بشرية فادحة وأضرار جسيمة للبنية التحتية، وأثارت اهتماما بالغا من المجتمع الدولي. دعت الصين في اللحظة الأولى طرفي النزاع إلى وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن، وتجنب المزيد من التصعيد. مع تفاقم الوضع في السودان بشكل مفاجئ، تقلق الصين كثيرا من سلامة مواطنيها في السودان. على هذه الخلفية، تحركت بسرعة الأجهزة ذات الصلة في داخل الصين وخارجها استجابة للتعليمات، ونظمت حملة سليمة لإجلاء الرعايا من السودان، الأمر الذي يشبه فيلم "العودة إلى البيت" على الأرض الواقع.


إن الصين الدولة التي أجلت عددا أكبر من الرعايا منذ اندلاع الاشتباكات في السودان. قال المسؤول بالسفارة الصينية لدى السودان إنه "يجب إيجاد أمثل طريق وأفضل وجهة للانسحاب من بين خطط كثيرة، ومن الضرورة ضمان سلامة جميع المواطنين الصينيين." منذ اندلاع الاشتباكات، يقف الدبلوماسيون والموظفون بالسفارة الصينية بكل شجاعة في مواجهة الحرب، وصمدوا في المخاطر، وسابقوا الزمن لتنظيم ونقل المواطنين الصينيين إلى الدول المجاورة للسودان عن الطريق البري والبحري، وفتحوا عدة الممرات الآمنة. لغاية اليوم، تم إجلاء أكثر من 1300 مواطن صيني من السودان، بمن فيهم آهالي منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة. وتواصل السفارة الصينية عملها بعد نقلها إلى مكان آمن، فإنها وفت بالتعهدات المتمثلة في "انسحاب السفارة بعد الجميع في حالات خطرة"، وطبقت مفهوم "الدبلوماسية من أجل الشعب" على الأرض.


من جانبه، سارع جيش التحرير الشعبي الصيني إلى المساعدة فور تلقيه الأوامر. عندما يحتاج الشعب إليه، لن يغيب جيش التحرير الشعبي الصيني على الإطلاق. بعد تلقيه الأوامر، توجهت سفينتا ناننينغ وويشانهو، التابعتان للسلاح البحري الصيني اللتان تؤديان مهام الحراسة في خليج عدن، من البحر الأحمر إلى بورتسودان عبر مضيق باب مندب وبالسرعة القصوى، لإجلاء رعايانا في السودان. حاليا، قد وصلت الدفعة الأولى من المواطنين إلى ميناء جدة السعودي على متن السفينتين. تعتبر عملية الإجلاء هذه مهام الإجلاء الثالث للسلاح البحري الصيني بعد عملية الإجلاء من ليبيا في عام 2011 وعملية الإجلاء من اليمن في عام 2015. يقول مستخدمو الانترنت إن هذه العملية تمثل "عملية البحر الأحمر" الأخرى لجيش التحرير الشعبي الصيني بعد إجلاء الرعايا من اليمن، وتعد السفينة الحربية الصينية "سفينة نوح الأكثر موثوقا" للمواطنين الصينيين في أوقات الأزمات.


كما تعمل جمعيات الجالية الصينية واتحاد الطلاب الصينيين والشركات الصينية في السودان يدا بيد على تمهيد طريق العودة، حيث شاركت جمعيات الجالية الصينية واتحاد الطلاب الصينيين بنشاط في مساعدة المواطنين الصينيين في النقل والانسحاب. في مواجهة أصوات البنادق والمدافع المستمرة، لم يتراجع أحد ولم يتذمر أحد، بل يتأثر الجميع بروح التسامح والتفاهم والتضامن والتآزر. واستجابت الشركات الصينية، مثل تشاينا هاربور وشركة CCCC، الدعوة بحزم، وبذلت قصارى جهدها لاستقبال الأفراد المنقولين وإعادة توطينهم بشكل مؤقت، مما قدم مساهمة قيمة لإنجاح عملية الإجلاء، وقال المواطنون الصينيون "إن شركاتنا يمكن الاعتماد عليها بالفعل في اللحظات الحاسمة!"


إن العالم اليوم ليس آمنا، بالنسبة للشعب الصيني، لم نولد في عصر يسوده السلام، بل ولدنا في بلد يسوده السلام. نأمل بصدق من السودان الجميل أن يستعيد السلام في أسرع وقت ممكن، ونتمنى لطاقم السفارة الصامد في السودان السلامة والأمان، ولمواطنينا في طريق العودة كل الخير والسلاسة. رغم أن عددا متزايدا من الصينيين يذهبون إلى الخارج، وقد يواجهون مخاطر غير مؤكدة بأشكال مختلفة، لكن الشيء المؤكد هو أن الوطن الأم دائما على اتصال مع مواطنيه في الخارج، ودائما يهتم بسلامة جميع مواطنيه. نثق بأن الوطن الأم يمثل أقرب وأقوى دعم للمواطنين في الخارج في أوقات الأزمات. حتى ولو تعرّج وطال طريق العودة إلى البيت، دائما يكون الوطن الأم قريبا بجانبهم!


Appendix:

جميع الحقوق محفوظة لدي منتدي التعاون الصينى العربي

الاتصال بنا العنوان : رقم 2 الشارع الجنوبي , تشاو يانغ من , حي تشاو يانغ , مدينة بجين رقم البريد : 100701 رقم التليفون : 65964265-10-86