عودة سورية إلى جامعة الدول العربية... انتصار للتضامن والحوار

 2023-05-15 15:10


الاجتماع الاستثنائي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة في يوم 7 مايو 


في يوم 7 مايو، انعقد الاجتماع الاستثنائي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، حيث تمت الموافقة على استئناف عضوية سورية فيها. بعد ذلك، تلقى الرئيس السوري بشار الأسد الدعوة من العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لحضور الدورة الـ32 للقمة العربية. بعد 12 عاما من العزلة، ستعود سورية إلى البيت العربي بشكل رسمي، وتتطلع الدول العربية إلى التقاط "الصورة الجماعية" في هذه الدورة للقمة العربية.


تعد عودة سورية إلى جامعة الدول العربية تجسيدا مهما وآخر إنجاز للموجة الأخيرة للمصالحة في الشرق الأوسط. منذ مارس الماضي، نجحت الصين في دفع السعودية وإيران لاستئناف العلاقة الدبلوماسية بينهما واتخاذ خطوات ملموسة لتحسين هذه العلاقة، الأمر الذي يجعل رياح السلام تهب بقوة في المنطقة. على هذه الخلفية، تسارعت خطوات سورية للعودة إلى جامعة الدول العربية، ووصلت إلى مبتغاها بسلاسة في نهاية المطاف، الأمر الذي يثبت مجددا أن الحوار والمصالحة والتضامن لمواجهة التغيرات لأمر يمثل تطلعات شعوب الدول العربية، ويجسّد الرغبة المشتركة لدول المنطقة في السلام والاستقرار والتعاون والتنمية، ويحظى بترحيب ومباركة من جميع القوى المحبة للسلام في العالم. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه يأمل في أن تساهم عودة سورية إلى جامعة الدول العربية وتفاعلها الإيجابي مع دول المنطقة في الدفع بحل الأزمة السورية.


تعرب الصين، باعتبارها صديقا مخلصا لسورية وغيرها من الدول العربية، عن خالص الترحيب والتهاني بعودة سورية إلى جامعة الدول العربية، وتثق بأنه سيساهم في تعزيز تضامن الدول العربية، وتسريع خطوات العالم العربي نحو التنمية والنهضة، وتدعيم السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، فهو يتماشى مع مصالح الدول العربية الطويلة المدى. في الحقيقة، ظلت الصين تدعم بنشاط عودة سورية إلى الجامعة العربية، وتبذل جهودها لدى كافة الأطراف ذات الصلة عبر قنواتها الخاصة. في الشهر الماضي، قام السفير تشاي جيون مبعوث الحكومة الصينية الخاص لقضايا الشرق الأوسط بزيارة إلى سورية، حيث تبادل الآراء بشكل معمق مع الجانب السوري حول الدفع بحل ملف سورية سياسيا وعودة سورية إلى جامعة الدول العربية. وقبل أيام، أرسلت الصين فريق العمل إلى الدول العربية ذات الصلة لإجراء التواصل المعمق حول عودة سورية إلى جامعة الدول العربية.


في يوم 29 إبريل، التقى السفير تشاي جيون مبعوث الحكومة الصينية الخاص لقضايا الشرق الأوسط بالرئيس السوري بشار الأسد


لما كان المجتمع الدولي مشجعا بعودة سورية إلى الجامعة العربية، غرّدت الولايات المتحدة خارج السرب كالمعتاد وفي وقت غير مناسب، حيث قال المتحدثان باسم وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض على التوالي، إن سورية لا تستحق العودة إلى جامعة الدول العربية، ولن تطبّع الولايات المتحدة علاقتها مع الحكومة السورية، ولا تؤيد حلفائها وشركائها أن تفعل ذلك. وذهب الرئيس بايدن إلى أبعد من ذلك، حيث قرر تمديد العقوبات الأحادية الجانب المفروضة على سورية لعام آخر.



إن شعوب الشرق الأوسط هم سادة الشرق الأوسط، وأصحاب القرار لشؤون الشرق الأوسط. يجب على المجتمع الدولي احترام إرادة شعوب الشرق الأوسط، والمساهمة بالقوة الإيجابية في تعزيز التضامن بين دول المنطقة وصون السلام والاستقرار في المنطقة وليس العكس. لن ينجح بعض الدول التي تثير المشاكل من أجل مصالحها الخاصة والأنانية. إن الصين، كصديق حميم وشريك عزيز للدول العربية، تدعم العالم العربي لتعزيز التضامن وتدعم دول المنطقة للالتزام بالاستقلالية الاستراتيجية وتعزيز التعاون، وستبذل جهودا دؤوبة في هذا الصدد، بما يقدم الحكمة الصينية والقوة الصينية لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.


Appendix:

جميع الحقوق محفوظة لدي منتدي التعاون الصينى العربي

الاتصال بنا العنوان : رقم 2 الشارع الجنوبي , تشاو يانغ من , حي تشاو يانغ , مدينة بجين رقم البريد : 100701 رقم التليفون : 65964265-10-86