سفينة التعاون الصيني العربي تنطلق من ضفتي نهر هوانغبو

 2023-05-22 11:00

في الفترة ما بين يومي 6 و14 مايو، أقام مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية الدورة الدراسية الـ12 للمسؤولين العرب في شانغهاي. كانت شانغهاي في بداية الصيف مدينة مفعمة بالنشاط والحيوية، وتنبض فيها قوة الصين في العصر الجديد، وشارك 31 مسؤولا عربيا من 18 دولة عربية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية في الدورة الدراسية وعادوا غانمين.

إنهم عاينوا بأم أعينهم الآفاق المشرقة للتحديث الصيني النمط. خلال هذه الرحلة التي دامت 9 أيام، زار المشاركون ممر G60 للابتكار العلمي والتكنولوجي في دلتا نهر اليانغتسي وشركة باوستيل وشركة Comac وشركة جيلي للسيارات، للاطلاع على الإنجازات الكبيرة التي حققتها الصين في مجالات الابتكار والصناعات الذكية؛ وتجولوا في الشوارع والحقول للإحساس بالجاذبية الثقافية للحرفة اليدوية الصينية التقليدية؛ وزاروا مسجد سونغجيانغ لمشاهدة التناغم والتسامح الناجم عن سياسات الصين القومية والدينية؛ وذهبوا إلى مدينة التجارة الدولية في إيوو للاستماع إلى قصص رجال الأعمال العرب عن ريادة الأعمال في الصين. خلال الزيارة، لمس المشاركون ملامح التحديث الصيني النمط عن كثب ومن كافة النواحي وعبر مختلف الطرق، حيث يشيدون بأن الصين قد حققت معجزة فريدة في العالم بنموها الاقتصادي السريع، الأمر الذي وفر خيارا جديدا للدول العربية الغفيرة في طريقها نحو التحديث.

إنهم يطلبون العلم والخبرة، ويبحثون عن سر نجاح طريق الصين ونظامها. تفاعل المشاركون بشكل واسع ومعمق مع كل من مدير مكتب الإعلام لمجلس الدولة الأسبق تشاو تشيتشنغ، ونائب رئيس اللجنة الدائمة لمجلس نواب الشعب بشانغهاي تشن جينغ، وسفير شؤون منتدى التعاون الصيني العربي لي تشن، والباحثين من المراكز الفكرية الصينية مثل مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية والمعهد الصيني للدراسات الماركسية ومعهد شانغهاي للدراسات الدولية ومعهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شانغهاي للدراسات الدولية، حيث يصغون إلى مسيرة الحزب الشيوعي الصيني في قيادة عملية بناء الوطن وتطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح واستكشاف طريق التحديث الصيني النمط وشق الطريق الجديد لدبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية، الأمر الذي يعمق معرفتهم المباشرة لقدرة الحزب الشيوعي الصيني ومزايا الاشتراكية ذات الخصائص الصينية. وأكدوا المشاركون أن الدول العربية تمتلك رغبة شديدة في تحقيق الاستقلالية، كما تواجه مهمة عصرية لتحقيق التنمية والنهضة، فإن التجربة الناجحة للحزب الشيوعي الصيني تكتسب أهمية كبيرة جدا، ويجب على الدول العربية التعلم من مفهوم التنمية الصيني الذي يضع الشعب في المقام الأول. وخلال الزيارة لموقع المؤتمر الوطني الأول للحزب الشيوعي الصيني، قال الدبلوماسي الفلسطيني محمد اللوح بكل صدق إنه "لن تنشأ الصين الجديدة بدون الحزب الشيوعي الصيني!"

إنهم يبحثون عن الفرص، مصممين على تطبيق مخرجات القمة الصينية العربية. أينما زار المشاركون، عبروا من صميم قلبهم عن الرغبة الشديدة للتعاون مع الصين، متطلعين إلى إيجاد المزيد من فرص التعاون لبلادهم في المواءمة بين الرؤى التنموية والبحث والتطوير للتقنيات المتقدمة والصناعة الراقية وغيرهما من المجالات. في هذا السياق، قال لطفي بعلوشي الوزير المفوض من الأكاديمية الدبلوماسية الدولية بتونس في كلمة ألقاها بالنيابة عن جميع المشاركين، قال إن هذه الدورة الدراسية بمثابة التجسيد المباشر لمخرجات القمة الصينية العربية الأولى التي حضره الرئيس شي جينبينغ. كما أعرب مسؤولون من كافة الدول عن حرصهم على الاستفادة من الخبرات الصينية بغية استكشاف الطرق التنموية التي تتناسب مع الظروف الوطنية لبلادهم، متطلعين إلى حسن تطبيق "الأعمال الثمانية المشتركة" للتعاون العملي الصيني العربي، حتى يرون المفهوم الصيني الجديد والتقنيات الصينية الجديدة في بلادهم في يوم من الأيام.

استعراضا للماضي، كانت المسيرة طويلة، واستشرافا للمستقبل، ستكون الأفق مشرقة. لم تكن هذه الرحلة الحافلة للمسؤولين العرب سوى بداية جديدة، ويقبل التعاون الصيني العربي على مستقبل أوعد. ستواصل الصين العمل مع الدول العربية على تطبيق مخرجات القمة الصينية العربية الأولى و"الأعمال الثمانية المشتركة" للتعاون العملي الصيني العربي من خلال إقامة الدورات الدراسية وغيرها من الوسائل، سعيا لتوفير فرص جديدة للتنمية في الدول العربية من خلال الإنجازات الجديدة للتحديث الصيني النمط، وخلق مستقبل أكثر إشراقا لإقامة للمجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد!


Appendix:

جميع الحقوق محفوظة لدي منتدي التعاون الصينى العربي

الاتصال بنا العنوان : رقم 2 الشارع الجنوبي , تشاو يانغ من , حي تشاو يانغ , مدينة بجين رقم البريد : 100701 رقم التليفون : 65964265-10-86